آخبار عاجل

 أهمية التعاون بين البيت والمدرسة .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (21)

25 - 02 - 2021 4:00 3195

ماذا تفعل الأم عندما يتأخر ابنها دراسياً؟ كيف تساعده علي أن يتقدم في دراسته ؟ لنستعرض تجربة هند الناجحة مع ابنها حسن البالغ عشر سنوات لعلنا نستفيد منها في معالجة مثل هذه المواقف مع أبنائنا.
اتصلت مدرسات حسن بوالدته يطلبن لقاءها لمناقشة سير دراسة ابنها تضايقت هند من هذا اللقاء الذي تكرر مرتين هذا العام والشكوى واحدة سرحان ابنها في الصف واهماله لواجباته واجتماع رأي مدرساته حول ارتفاع مستوي قدراته العقلية عدم استغلالها لكي يتفوق .
 قابلت هند مدرسات ابنها واتفقت معهن علي أن تكون حازمة معه حول ضرورة أنهائه لواجباته الدراسية يومياً قبل أن يمارس أي نشاط لهو وحده أو مع أصدقائه وركزت هند في تطوير أداء ابنها الدراسي حول أهمية إقناعه بأن اهتمامه بدراسته يجب أن يكون نابعاً من نفسه لا خوفاً من العقاب ولأنه يرغب في التفوق حباً في النجاح حتي يتعود علي مثل ذلك التفكير وهو يبني مستقبلة المهني قاوم حسن في البداية حزم والدته لكنه استسلم في النهاية لأنه ادرك تصميمها هي ووالده اللذان اتفقا علي نفس المبدأ في معاملة ابنهما .
 وتدريجياً لاحظت الأم أن ابنها تطور إلي حد ما في جميع المواد الدراسية إلا أنها اندهشت عندما قابلت مدرساته في اليوم المفتوح عندما وجدت أن مدرسات اللغة العربية والدين والحساب والعلوم لاحظن ذلك التحسن رغم أنهن أكدن مرة أخري أنه قادر علي المزيد من التفوق الدراسي لو اجتهد اكثر إلا مدرسة اللغة الإنجليزية التي شعرت الأم أنها لم تحاول ملاحظة تطور ابنها الدراسي لأنها اشارت إلي نسيانه لبعض واجباته قبل  أسبوعين وهي تنتقد اهماله لمادتها.
 استاءت هند أن تركز المدرسة فقط علي تلك الفترة التي  سبقت لقاءها بمدرساته ولا تلاحظ محاولة ابنها في تحسين أدائه الدراسي خلال الأسبوعين الأخيرين .
 وصلت هند إلي البيت مرهقة ومتعبة لما تحاوله مع ابنها من جهد وإقناع بأهمية دراسته وكانت أيضا متضايقة جداً لأنه لم يستغل كل قدراته العقلية ليحصل علي درجات تتناسب مع ذكائه .
 وكان ابنها في انتظارها ليسألها بلهفة عما ذكرته مدرساته عنه فردت عليه قائلة: مدرسات اللغة العربية والدين والعلوم والحساب لاحظن أنك قد تطورت لكنهن أكدن لي أنك تستطيع لو بذلت جهداً أكبر أن تكون من أوائل الطلبة في الفصل لا أدري ماذا تنتظر لكي تستفيد من ذكائك حتي تتفوق .
 ووجدت الأم نفسها تبكي لا شعورياً لما تشعر به من ضغوط نفسية بسبب عدم تجاوب ابنها الكامل معها ولم تكن تعلم أن رؤية ابنها لها وهي تبكي سيكون له أفضل تأثير عليه لأنه شعر بمدي حبها واخلاصها وبأنه راغب أن يسعدها وأن يكسب اعجابها لف زراعية بلهفة وحب حولها ووعدها قائلاً: لا تبكي يا أمي والله العظيم أعدك بأني سأحاول أن أتقدم أكثر في دراستي وستكونين فخورة بي أعدك بذلك .
 تأثرت الأم من حنان ابنها ولفهته عليها فقالت له :
 وأنا واثقة أنك ستفي بوعدك مثلما تعودت ذلك منك دائماً وبالفعل ازداد اهتمام ابنها بدراسته وأصبح يهتم بأداء واجباته المدرسية بنفسه دون دفع منها وتقدمت درجاته الدراسية إلا في مادة اللغة الإنجليزية مما اثار دهشتها فسألته:
لماذا أنت مصر علي اهمال مادة اللغة الإنجليزية؟
أجابها فوراً لأنني أكره طريقة المدرسة الباردة في التدريس وأكرهها هي 
سالته أمه في دهشة : ولماذا تكرهها؟
 لأنها قالت لم أمام الطلبة بأني اتصرف كالطفل الصغير ثم سألتني عما أذا كانت لاأزال ارضع حليباً من أمي.
 وأكمل قائلاً: شعرت بالخجل كثيراً من كلامها أنا أكرهها لقد ضحك كل الطلبة علي أنا أحب مدرساتي الباقيات لأنهن طيبات وينصحنني بلطف حتي أهتم بدروسي.
 لم تسكت هند عن انتقاد هذه المدرسة السلبي الذي تتبعه مع الطلبة فذهبت في اليوم التالي إلي المدرسة للقاء المديرة التي تعاونت معها كثيراً باجتماعها مع مدرسة تلك المادة ومواجهتها بما فعلت ونصحها لها باتباع أسلوب الانتقاد الإيجابي مع الطلبة لتشجعهم علي التقدم في دراستهم .
وبالفعل لاحظت الأم أن معاملة هذه المدرسة لطفلها قد تحسنت كثيراً بعد أن أصبحت تتبع الانتقاد الإيجابي معه وتقدمت درجاته الدراسية في مادة اللغة الإنجليزية إلي جانب المواد الأخرى.
 ولو قمنا بتحليل ذلك الموقف لوجدنا أن الأم كانت إيجابية مع ابنها وهي تحاول مساعدته علي التقدم في دراسته عندما تعاونت مع مدرساته علي أن تكون حازمة معه في مسألة أدائه لواجباته إلي جانب محاولتها إقناعه بأن اهتمامه بدراسته يجب أن يكون نابعاً من نفسه لا خوفاً من العقاب إذ سيكون تفوقه الدراسي طريقاً إلي نجاحه في المستقبل .
 وعندما بكت أمه لا شعورياً أمامه لما كانت تشعر به من ارهاق واحباط بسببه لها ابنها شعر الطفل بحب والدته واهتمامها به فأراد أن يسعدها  ويستعيد ثقتها واعجابها بأن وعدها قائلاً:
 أعدك بأني سأحاول أن أتقدم أكثر في دراستي وستكونين فخورة بي أعدك بذلك فالأطفال يهمهم أن يكسبوا حب آبائهم واعجابهم ولا يريدون أن يكونوا مصدر ضيق لهم وقد احسنت الأم عندما اشعرت ابنها أن اجتهاده مسئوليته وحده وأنه سيكون عند حسن ظنها عندما قالت له: وأنا واثقة أنك ستفي بوعدك مثلما تعودت ذلك منك دائماً.
ولأن الطفل يعتز بنفسه ولا يقبل بالتقليل من شأنه آما الآخرون فقد كره حسن مدرسة اللغة الإنجليزية لأنها سلبية في انتقادها واراد أن ينتقم منها بإهمال مادتها وعندما غيرت من معاملتها له وأصبحت تنتقده بأسلوب إيجابي اهتم بتلك المادة .
 نخلص من ذلك إلي أن الطفل يتجاوب كثيراً مع الانتقاد الإيجابي سواء في البيت أو المدرسة فيسعي إلي تطوير ذاته بنفسه وينطبق ذلك أيضا علي الكبار في ممارسة شئون حياتهم لكي يتطوروا ويتقدموا في أعمالهم .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved